منشأ اللغة بين علماء اللغة وعلماء الأصول الإمامية
الكلمات المفتاحية:
المحاكاة، الاستعداد الفطري، الاعتبار، التعهد، القرن الأكيدالملخص
تناول البحث مسألة منشأ اللغة من استعراض أهم النظريات المطروحة في الفكر اللغوي والفلسفي، ثم عرض موقف علماء أصول الفقه الإمامي من هذه المسألة، والنظريات العامة في منشأ اللغة هي: النظرية التوقيفية التي ترى أن الله سبحانه وتعالى علم آدم اللغة كاملة، ونظرية التواضع والاصطلاح التي تؤمن بأن اللغة نتاج اتفاق بشري بين أفراد لوضع ألفاظ مقابل معان، ونظرية المحاكاة والتقليد، التي تقول بأن الإنسان قلد أصوات الطبيعة ليعبّر عن الأشياء، وتستند إلى ملاحظات سلوكية من الأطفال والشعوب البدائية، والرابعة هي: نظرية الغريزة الفطرية التي تفترض وجود استعداد فطري للتعبير لدى الإنسان، لكنها لا توضح كيف نشأت العلاقة بين اللفظ والمعنى، وتعيد طرح المشكلة في قالب جديد.
أما علماء الأصول الإمامية فقد رفضوا القول بذاتية العلاقة بين اللفظ والمعنى، وأكدوا أن العلاقة اعتبارية ناتجة عن وضع واضع، وانقسموا على اتجاهين:
الأول: جعل السببية الواقعية، الثاني: إيجاد السببية بفعل الواضع، ومنه تفرعت ثلاث نظريات: نظرية الاعتبار التي ترى أن الوضع مجرد اعتبار ذهني لملازمة بين اللفظ والمعنى، ونظرية التعهد التي تعتبر الوضع تعهّدًا من المتكلم باستخدام لفظ معين لتفهيم معنى محدد، ونظرية القرن الأكيد التي تؤكد أن الوضع يتحقق عبر اقتران ذهني أكيد بين اللفظ والمعنى، إما بالتكرار أو بالقرائن القوية، ما يخلق دلالة تصورية تكوينية طبيعية عند السامع، وهي أبرز النظريات وأكثرها تماسكًا من الناحية النفسية والمعرفية.